الألوان الطبيعية والصناعية للطعام، يمكن تعريفها بأنها مادة مُضافة شائعة تستخدم في إنتاج الأطعمة والمشروبات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن العثور عليها في العديد من المنتجات الأخرى مثل مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة.
وخلال السطور القليلة المُقبلة نحاول أن نستعرض بعض المعلومات حول هذه الألوان الطبيعية والصناعية ولماذا يتم استخدامها؟ والفارق بين الألوان الطبيعية والصناعية، وتأثيرها السلبي أو الإيجابي على الطعام.
الألوان الطبيعية والصناعية
نظرًا لأن المستهلكين يعتمدون كثيرًا على اختيارهم الغذاء على أساس اللون، فيمكن اعتبار ذلك السبب الرئيسي الذي يجعل صناعة الأغذية تستخدم الملونات لتحسين المُنتج من الناحية الجمالية، كما أن إضافة لون إلى الأطعمة يجعل شكلة أقرب للمنتج اللذيذ الطازج.
علاوة على ذلك نجد أن بعض المستهلكين يستمتعون بالأطعمة ذات الطابع الخاص الملونة خاصةً في أيام العطلات مثل الهالوين أو رأس السنة الميلادية أو شم النسيم.
ويعتبر اللون طبيعيًا إذا كان أصله نباتي أو ميكروبيولوجي أو حيواني أو معدني، أما، إذا تم إنشاء الألوان الاصطناعية في المختبرات بواسطة الكيميائيين، فهو صناعي.
ما هي ألوان الطعام؟
ألوان الطعام هي عبارة عن: “الإضافات اللونية سواء كانت صبغة أو مادة أخرى مصنوعة من خلال عملية تخليق أو وسيلة مماثلة، أو مستخرجة أو معزولة أو مشتقة بطريقة أخرى، باستخدام وسيط دون تغيير لهوية الطعام نفسه، وسواء كانت من مصادر نباتية أو حيوانية أو غيرها من المصادر، والتي عند إضافتها إلى الطعام تضفي عليها اللون”.
وتنقسم المواد الكيميائية لتلوين الطعام بشكل عام إلى ثلاث فئات:
- المركبات العضوية الاصطناعية (وهي ألوان FD&C)
- الألوان المعدنية أو الاصطناعية غير العضوية (مثل أكسيد الحديد)
- تلوين طبيعي من خضروات أو حيوانية (عصائر فواكه وخضروات، أو مستخلصات ملونة).
لماذا يتم تلوين الأطعمة؟
يضيف الطهاة معجون الطماطم إلى المعكرونة على سبيل المثال، ليس فقط من أجل نكهة الطماطم المُركزة ولكن للحصول على لون “طماطم” أعمق وأكثر ثراءً، حيث يجعل الطعام فاتح للشهية، فكما تعشق العين قبل القلب أحيانًا، تتذوق العين قبل اللسان في أحيان أخرى.
وإذا فكرنا في الأمر، فنجد أننا منذ سن مبكرة نتعلم الألوان التي تتوافق مع الأطعمة، علاوة على ذلك، نتعلم ربط هذه الألوان بجودة الطعام نفسه، فإذا كانت الخضراوات ذات اللون الأخضر الداكن تبدو خضراء رمادية و “هامدة” فإننا نعلم أنها ليست طازجة أو ذات نوعية جيدة.
ولذلك؛ فإن الإضافات الملونة تجعل الطعام أكثر جاذبية وشهية، حتى أنها تساعدنا في تحديد الأطعمة التي نشتريها ونأكلها.
ولكن يظل السؤال هل الملونات الفاقعة المُستخدمة في طعام اليوم ضرورية؟
بالطبع لا، وقد يكون من الصعب تبرير ذلك، خاصة عندما تأتي الألوان من المختبر بدلاً من الطبيعة.
ألوان الطعام الطبيعية
يكاد يكون من المستحيل تحديد ألوان الطعام “الطبيعية” بطريقة واحدة. على سبيل المثال، يأتي الكراميل، وهو عامل أساسي للون الطعام ، من السكريات العضوية أو الأحماض الأمينية.
يمكن أن تسمى هذه الألوان طبيعية من حيث أنها تُنتج أنظمة بيولوجية في الطبيعة، لكن لون الكراميل نفسه لا يأتي من هذه الأنظمة. بدلاً من ذلك، يتم تعديل السكريات أو البروتينات لإنتاج اللون.
لذلك، عندما يتعلق الأمر بالألوان المستخرجة من الكائنات الحيّة، يجب توسيع التعريف وإلا ستفقد كلمة طبيعي كل معانيها. قد تأتي الأصباغ من الخلايا الحية (أو الميتة)، ولكن يمكن تغييرها بطريقة ما للتأثير على فائدتها.
كما يمكن القول أن الألوان الطبيعية تأتي من المعادن أيضًا، ففي القرن التاسع عشر، تم إدخال الملونات المشتقة من المعادن في المنتجات الغذائية، مما أدى إلى مشاكل صحية خطيرة للغاية.
وتشمل المواد الطبيعية التي تم استخدامها في تلوين الطعام القرمزي والبابريكا والزعفران والكركم وزيت الجزر وخلاصة البنجر وعصائر الخضار والفواكه. أيضًا، يمكن أيضًا استخدام بعض العناصر الغذائية الطبيعية لتلوين الطعام، مثل الريبوفلافين وبيتا كاروتين.
تأثير الألوان الطبيعية على الطعام
في المقابل ترتبط الألوان الطبيعية التي يمكن إضافتها على الطعام، بتأثيرات صحية إيجابية، وبشكل عام بات العديد من المنتجين يقومون على نحو متزايد، بالتوسع في وضع الألوان الطبيعية على الطعام بسبب العديد من الآثار الصحية المقترحة التي تتجاوز تأثير التغذية الأساسية للإنسان، وفيما يلي بعض الأمثلة:
- الألوان التي أساسها مادة أنثوسيانين (الأحمر إلى البنفسجي والأزرق) تؤدي إلى تحسين قوة القلب والأوعية الدموية وتقليل الكوليسترول
- الألوان المستندة إلى مادة كاروتينويد (الأصفر والبرتقالي) تؤدي إلى تعويض التنكس البقعي المرتبط بالعمر.
- اللون الصناعي (الأصفر) تؤدي إلى تمنع التدهور المعرفي.
وعلى كل حال ومع وجود عدد كبير من خيارات الألوان الطبيعية والصناعية المتاحة في السوق، يجب أن يكون المرء على دراية بكل من خصائصه الكيميائية التي تؤثر على القدرة على استبدال المواد التركيبية وكذلك خصائصها المعززة للصحة، والتي قد يكون لها تأثير دائم على المستهلكين.
ألوان الطعام الصناعية
يتم إنتاج الألوان المعتمدة صناعياً واستخدامها على نطاق واسع لأنها تضفي لونًا مكثفًا وموحدًا وأقل تكلفة ويمكن مزجها بسهولة أكبر لإنشاء مجموعة متنوعة من الأشكال.
وهناك تسعة إضافات لونية معتمدة للاستخدام، ولا تضيف الألوان الغذائية عمومًا نكهات غير مرغوب فيها إلى الأطعمة، وعادةً ما تكون الإضافات اللونية المشتقة من الطبيعة أغلى ثمناً من الألوان المعتمدة وقد تضيف نكهات غير مقصودة إلى الأطعمة.
تأثير الألوان الصناعية على الأطفالتأثير الألوان الصناعية على الطعام
صبغات الطعام الاصطناعية مسؤولة عن الألوان الزاهية للحلوى والمشروبات الرياضية والمخبوزات، كما إنها تُستخدم في أنواع معينة من المخللات والسلمون المدخن وتتبيلة السلطة.
وتضاعف استهلاك صبغ الطعام بالألوان الطبيعية والصناعية بنسبة 500٪ في الخمسين عامًا الماضية، وكان الأطفال أكبر المستهلكين.
وتقول بعض الدراسات العلمية أن الصبغات الاصطناعية تسبب آثارًا جانبية خطيرة، مثل فرط النشاط عند الأطفال، وكذلك السرطان والحساسية.
وفي عام 1973، ادعى أطباء حساسية الأطفال أن فرط النشاط ومشاكل التعلم لدى الأطفال ناتجة عن تلوين الطعام الاصطناعي والمواد الحافظة في الطعام.
في ذلك الوقت، كان هناك القليل جدًا من الدراسات التي تدعم مزاعمهم، لكن العديد من الآباء تبنوا فلسفته، ومنذ ذلك الحين، وجدت العديد من الدراسات ارتباطًا صغيرًا ولكنه مهم بين الأصباغ الغذائية الاصطناعية وفرط النشاط عند الأطفال.
كما ارتبط التارترازين، المعروف أيضًا باسم Yellow 5 ، بالتغيرات السلوكية بما في ذلك التهيج والقلق والاكتئاب وصعوبة النوم.
يأتي هذا في الوقت الذي قدم فيه أطباء التخسيس نصيحة بضرورة إقصاء الألوان الصناعية كعلاج لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
كما ترتبط الألوان الثلاثة الأكثر استخدامًا – Yellow 5 و Yellow 6 و Red 40 – والتي تحتوي على مركبات خطيرة، بما في ذلك benzidine و 4-aminobiphenyl، بالسرطان.
علاوة على ذلك وجدت دراسة أمريكية نُشرت في مجلة Science أنه عندما استهلك الأطفال المنتجات ذات الألوان الصناعية كان أداؤهم أسوأ في الاختبارات التي تقيس قدرتهم على تذكر الصور.
بل إن بعضهم ظهر لديه علامات بسيطة من التوحد مثل صعوبة الجلوس على كرسي ومقاطعة المحادثات.
ويرى العديد من العلماء أن الأطعمة التي تحتوي على الأصباغ غالبًا ما تكون مليئة بمشكلات غذائية أخرى، مثل السعرات الحرارية الزائدة والدهون، مشيرًا إلى أن بدانة الأطفال تشكل مصدر قلق أكبر للصحة العامة.
اقرأ المزيد
2 تعليقات